مبادرة أمريكية جديدة لإعادة تشكيل آلية المساعدات في غزة

مبادرة أمريكية جديدة لإعادة تشكيل آلية المساعدات في غزة

في خضم أزمة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة، ظهرت مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) كمبادرة جديدة مدعومة من الولايات المتحدة تهدف إلى إحداث تغيير جذري في كيفية توزيع المساعدات. وبينما يشهد النظام التقليدي المتمثل في وكالات الأمم المتحدة انتقادات وتأخيرات، تطرح المؤسسة رؤية بديلة قائمة على الشفافية، التنظيم، والأمن الخاص، لكنها لا تخلو من الجدل والانتقادات.

إعادة تشكيل مشهد المساعدات في غزة

في محاولة لإعادة تنظيم مشهد المساعدات داخل قطاع غزة، تسعى مؤسسة GHF إلى تلبية احتياجات أكثر من مليوني شخص، عبر إنشاء أربعة مراكز توزيع آمنة (SDS)، يقدر أن يخدم كل منها نحو 300,000 مستفيد. وتهدف هذه الخطوة إلى تقليل الاحتكاك الأمني، من خلال الاعتماد على شركات أمن خاصة لتأمين المواقع، بعيداً عن أي وجود مباشر للجيش الإسرائيلي، ما قد يسهم في تهدئة الأجواء المتوترة ميدانياً.

وتتخذ المؤسسة من جنيف مقراً رئيسياً لها، وتضم في قيادتها نخبة من الأسماء ذات الخبرة الميدانية والإنسانية؛ حيث يقودها جيك وود، مؤسس Team Rubicon، كمدير تنفيذي، إلى جانب ديفيد بورك وجون أكري. كما يضم مجلس إدارتها شخصيات معروفة في ميادين الأمن والعمل الإغاثي.

أنظمة توزيع دقيقة وآمنة

تقدم المؤسسة مساعدات أساسية تشمل طرود غذائية تحتوي على 50 وجبة (بتكلفة 65 دولار للطرد)، مياه نظيفة، مستلزمات نظافة، أدوية، وبطانيات. ويُقدر سعر الوجبة الواحدة بمبلغ 1.31 دولار فقط، في محاولة لتقديم حلول ذات كفاءة مالية، رغم التحديات اللوجستية والأمنية المعقدة.

كما يعتمد في التوزيع على شركات خاصة مسؤولة عن الأمن، بينما يتم الابتعاد عن إشراك الجيش الإسرائيلي ميدانيًا، حفاظًا على الطابع الإنساني الحيادي وهي نقطة لا تزال محل جدل دولي.

التمويل والرقابة

تعتمد المؤسسة على تمويل من الحكومة الأمريكية وجهات خيرية خاصة غربية وعربية، وتدعو لمشاركة دولية لدعم خطتها. في المقابل، تخضع العمليات لرقابة شركات تدقيق مالية واستشاريين قانونيين متخصصين في القانون الإنساني، وتُستخدم لوحات معلومات عامة لتوثيق الأداء وتلقي ملاحظات السكان، ما يعزز من الشفافية.

ورغم طموحات المؤسسة، لم تسلم خطتها من الانتقادات. فقد حذرت منظمات إنسانية من احتمالية تسييس المساعدات وتحويلها إلى أدوات ضغط. كما أن اشتراط التنقل لمسافات طويلة للحصول على المساعدات قد يزيد من معاناة المدنيين، خاصة في ظل استمرار العدوان والحصار.

وقد عبرت الأمم المتحدة عن رفضها للمبادرة، معتبرة أن وجود بدائل مستقلة قد يضعف حيادية النظام الإنساني العالمي. في المقابل، تدعم واشنطن المشروع بقوة، وذهبت إلى حد التهديد بوقف تمويل بعض الوكالات الأممية في حال لم تتعاون.

نطلب من الجميع انضمام ع تلجرام مساعدات القطاع اضغط هنا 

قناة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) ع واتس اب اضغط هنا 

في النهاية

تمثل مؤسسة غزة الإنسانية GHF تجربة غير تقليدية في إدارة الأزمات الإنسانية، وتسعى لتقديم نموذج مختلف أكثر كفاءة وشفافية. لكنها تقف في قلب معركة بين الرغبة في التغيير وضرورات الحياد الإنساني، وبين الدعم السياسي والمخاوف الحقوقية.

Scroll to Top